المدونة | كراود أنالايزر

بلال: بطل يحمل تاريخ الشرق الأوسط إلى الغرب

Written by Muhammad Moussa | 11/12/2018 06:12:23 م

ما أول شئ يتبادر إلى ذهنك عند ذكر أفلام الرسوم المتحركة؟ ماذا عن الشركات المنتجة والأبطال الخارقين؟ عند طرح هذا السؤال يفكر معظم الناس في شخصيات شركات ديزني وبيكسار ودريم ووركس. ومن الأبطال عادة ما يفكرون سريعا في The Incredibles و Batman و Superman و Spiderman. بغض النظر عن شهرة هذه الأفلام على مستوى العالم، أو مدى تنوع الخلفية الثقافية للعاملين في الشركة المنتجة، فإن الأبطال في الغالب يكونون إما أمريكيين أو آسيويين أو أوروبيين. ما يعني أن منطقة الشرق الأوسط عادة ما يتم تجاهلها، وهذا هو السبب في أننا لا نسمع أبدا عن بطل يدعى بلال أو حمزة.

حتى مع تنوع الأفكار والقصص التي يتم تقديمها في الأفلام الغربية مؤخرا، فإنه لا يوجد تمثيل حتى الآن للناس في الشرق الأوسط وثقافاتهم وتقاليدهم. ليسوا منسيين فقط في هذه الأعمال، لكنهم بالنسبة لكثير من الناس في جميع أنحاء العالم قد يكونوا مجهولين فلا يعرف شئ عن تاريخهم وتقاليدهم. لكن كل هذا أصبح من الماضي الآن، فقد جاء بلال.

من هو بلال؟

"بلال" هو أول فيلم رسوم متحركة يتم إنتاجه في الشرق الأوسط من قبل شركة Barajoun Entertainment ومقرها دبي، وهي استوديو رسوم متحركة ومؤثرات بصرية رائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بلال أيضا هو أول فيلم رسوم متحركة من الشرق الأوسط يفوز بجائزة "أفضل فيلم ملهم" في مهرجان كان السينمائي، كما أنه دخل موسوعة جينيس لتضمنه أطول معركة في تاريخ الرسوم المتحركة. إلى جانب مهرجان كان، تواجد بلال أيضاً في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان أجيال لأفلام الشباب في قطر.
رُشح بلال كـ "أفضل فيلم روائي طويل" في جوائز آسيا باسيفيك في نوفمبر 2016، وينافس حاليًا في سباق جوائز الأوسكار مع 27 فيلمًا متحركًا آخر.

مع ذلك، فإن كل هذه الجوائز والترشيحات ليست السبب الرئيسي وراء كل هذا الاهتمام الذي حظي به الفيلم على المستويين الإقليمي والدولي. إليكم الأسباب الحقيقية لكل هذه الضجة حول بلال والتي جعلته موضوع رئيسي للنقاش على وسائل التواصل الاجتماعي.

بلال هو أول فيلم رسوم متحركة من الشرق الأوسط

قبل بلال، لم يكن هناك فيلم رسوم متحركة أنتج بالكامل من قبل شركة شرق أوسطية وخرج إلى الغرب كممثل للتقاليد والثقافة والتاريخ العربي. على الرغم من أنه أول فيلم رسوم متحركة من انتاجهم، استخدمت شركة Barajoun Entertainment تقنيات Computer Generated Imagery (CGI) بشكل رائع لبناء صور الفيلم من خلال جرافيكس الكمبيوتر. هذه التكنولوجيا المتقدمة بالإضافة إلى تفاصيل وتعقيدات الإنتاج اجتذبت الاهتمام العالمي على الفور، خاصة من الرواد و الخبراء في المهنة. نظرًا لأن شركة Barajoun Entertainment تقود هذه الصناعة والسوق في المنطقة، ومع بدايتها المثيرة للإعجاب على مستوى العالم، فإن بلال يفتح الباب أمام التوقعات الكبيرة والآمال لهذه النوعية من الأفلام عن الشرق الأوسط وثقافته.

بلال هو أول فيلم رسوم متحركة يعبر عن بعض التقاليد الإسلامية

على الرغم من أن الفيلم يحكي بعض قصص صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك تفاصيل معركة بدر، إلا أن رواية قصة الإسلام ليست الهدف الرئيسي لهذا الفيلم. يعكس فيلم بلال بعض فضائل الإسلام ومبادئه مثل: المساواة والعدالة الاجتماعية ويقدم مثالاً لبعض المحاربين العظام. كما أنه يظهر النضالات الهامة التي اضطر بلال وغيره من المحاربين إلى مجابهتها للتغلب على القهر والتمييز العنصري.

  • بلال هو أول فيلم رسوم متحركة يستند إلى قصة حقيقية من التاريخ الإسلامي.

يروي الفيلم قصة بلال بن رباح، أحد أقرب صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. عرف بلال في التاريخ الإسلامي أيضًا بأنه المؤذن الأول، وهو اللقب الذي يطلق على المنادي إلى الصلاة. بلال صبي أفريقي اختُطف مع أخته ليباعا كعبيد في شبه الجزيرة العربية بعيداً عن وطنهم. ثم تعرض للتعذيب وسوء المعاملة لفترة طويلة من حياته. على الرغم من ذلك واتباعا لكلمات والدته الحكيمة، قرر بلال رفع صوته ضد الظلم ومحاربة التمييز على طريقته. إلى جانب كونه أسطورة حقيقية، فإن بلال هو أقدم بطل أفريقي في تاريخ الرسوم المتحركة، ويحكي قصة ملهمة عن العبد الذي أصبح سيدًا محترمًا وشجاعًا.

 4.يضم فيلم بلال فريق عمل متنوع عرقيا.

عمل على فيلم بلال فريق تمثيل وإنتاج من 20 دولة مختلفة، حيث ضم أفضل الفنيين وأكثرهم خبرة في هذا المجال لتقديم إنتاج مبهر. لا يتعلق الأمر بدين معين، فبلال يقدم قصة عالمية للتحرر ومحاربة الظلم. الأهم من ذلك هو أنه وعلى الرغم من مرور 1400 على أحداث قصة الفيلم، إلا أن العبودية لا تزال قضية كبيرة وحاضرة في عالمنا اليوم، ما يجعل الفيلم ذو صلة بقضايا البشرية ما يضيف إلى أهميته.

بلال: الحب والنقد بين الشرق والغرب

تابع  Crowd Analyzer  الضجة التي أحدثها فيلم بلال ووجد ذكر إيجابي وسلبي للفيلم باللغتين العربية والانجليزية من أشخاص من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وكندا وغيرها.

 Change in Mentions Over Time
 
تحليل المشاعر

تحليل اللغة 

مقارنة بما قالته التغطية الإخبارية عن الفيلم، تلخص النقاط التالية الآراء المختلفة حول الفيلم بين الشرق والغرب.

كيف ينظر الشرق الأوسط إلى فيلم بلال؟

·         الفخر والتفاؤل

هناك اعجاب وفخر بجودة الإنتاج واستخدام التقنيات المتقدمة، مع الأخذ في الاعتبار أن الشركة المنتجة من الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، الفيلم يتحدث عن بطل وقصة من تاريخهم وقيمهم كان ملهمًا ومتفائلًا، خاصةً في مواجهة الدعاية السلبية الحالية عن الإسلام والمسلمين والعرب في جميع أنحاء العالم.

 

  • الغضب وخيبة الأمل

على الجانب الآخر، عبّر بعض الناس عن غضبهم تجاه الفيلم بدعوى أنه لا يعكس القصة الحقيقية لبلال. تسبب تجسيد بعض الصحابة للنبي محمد في غضب بعض الناس أيضا، حيث اعتبروا أن هؤلاء الصحابة نماذج مقدسة بالنسبة لهم لا يجوز تجسيدها في الفيلم. آخرون شعروا بخيبة أمل لأن الفيلم لم يكن يناقش بوضوح قصة الإسلام في بداياته.

 

كيف يرى الغرب بلال؟

تقدير واعجاب

هناك إعجاب بالبراعة في استخدام التكنولوجيا، وبأن القصة تتحدث عن بطل حقيقي من قصة حقيقية حدثت منذ 1400 سنة لبطل أفريقي. بالإضافة إلى أن الفيلم ملهم للغاية ويستدعي قيم عظيمة تناضل من أجلها البشرية طوال تاريخها.

  • التباس

على الرغم من أن الفيلم يصنف PG-13، وأنه فيلم رسوم متحركة، فإنه يحتوي على الكثير من مشاهد العنف خاصة مشاهد المعارك. لكن تلك الحقبة التي أنتج عنها الفيلم كانت مليئة بالصراعات التي يواجهها الناس لمحاربة الفساد والظلم. كما قال البعض أن القصة لم تكن واضحة، خاصة أن الغرب لم يتعرف من قبل أبداً على بلال أو على ظروف الحياة في شبه الجزيرة العربية خلال تلك الفترة.

خلاصة القول، حملت معظم التعليقات والتفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي عن بلال باللغتين الإنجليزية والعربية مشاعر إيجابية أكثر من تلك السلبية. بالإضافة إلى أن تفاعل الناس مع الفيلم من الدول الغربية، وكذلك في الشرق الأوسط، جعل بلال يدشن مرحلة جديدة لأفلام الرسوم المتحركة فتح من خلالها حوار تاريخي بين الشرق الأوسط والغرب.

 

مصدر الصورة: صفحة فيلم بلال على فيسبوك